Pour être pieux il est nécessaire de respecter l’interdit!

التقوى تنال بترك ما نهى الله عنه

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الحليم الكريم، نحمده تعالى في كل وقت وحين ونشكره جل وعلا شكر الشاكرين ونشهد أنه الله أول الأولين ورب كل مخلوق من عباده الصالحين والطالحين بين أن التقوى تُنال بترك ما نهى عنه عز وجل طواعية وحبا وتقبُّلِ ما حَكَمَ به سعدا وودا فقال عز وجل وهو الداعي إلى الخير والهدى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءُ مِّثْلِ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةُ طَعَامِ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللَّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللَّهُ مِنْهُ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمدا عبدُه ورسولُه صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين، دعا إلى التقوى في إقامة كتاب الله تبارك وتعالى فقال صلى الله عليه وسلم:

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ مُجَدَّعٌ، مَا أَقَامَ فِيكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

أما بعد فنحن اليوم على موعد مع النداء الثالث عشر من نداءات الإيمان في سورة المائدة وهو نداء يبين فيه ربنا حكما من أحكام الحج والعمرة وكيف يتم التحللُ من الخطأ والتكفيرُ عن الذنبِ حين يقع فيه الحاج والمعتمر أو زائرُ الحرم عند وجوده داخل حدوده. فالصيد وقتل الحيواناتِ البرية حرامٌ على المحرمين وكل زوار الحرم إلا إذا كان الحيوان المصاد مؤذيا لقول النبي في حديث ابن عمر:

خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ مَنْ قَتَلَهُنَّ وَهُوَ مُحْرِمٌ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ، الْعَقْرَبُ وَالْفَأْرَةُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ وَالْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ

فمن قتل غيرَ هذه الخمسة من حمامٍ أو نَعَمٍ أو أرنبٍ أو نعامةٍ أو ما إلى ذلك من المطعومات الوحشية فقد باء بإثم لا يُكفره إلا عملٌ صالحٌ يقوم به كهديٍ بالغِ الكعبة أو إطعامٍ لمساكينِ الحرم أو صيامٍ بعد حُكْمٍ صادرٍ عن عدلين مشهودٌ لهما بالنزاهة والتقى. ثم لا بد من التأكيد على أن الحيوان المقتول من طرف المحرِم يَحْرُمُ أكله عليه وعلى غيره ولا يجوز الاتجار به لأنه ينزل منزلة الميتة التي يحرم أكلها والاتجار بلحمها. وللآثم أن يختار بين الكفارات المذكورة فإذا مال لإحداها وجب عليه الرضوخُ دون تعنت وتطبيقُ حكم العدلين لا غير.

دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه. إن المراد من ندائنا لهذا اليوم المبارك ظاهرٌ بيِّن ولا يحتاج منا إلى مزيد بيان اللهم إذا أردنا التأكيد على أنه لا ينحصر تطبيقه في الحج والعمرة فحسب بل يمتد إلى كافة الأوقات لأن الله جل وعلا بعد أن ذكر حكم صيد البر وكفارتَه وأردفه بحكم صيد البحر على أنه حلال في الإحرام، عرج على ذلك بقوله وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وهو بيت القصيد! فالمرء المسلم لا ينتظر أن يكون في الحج أو في العمرة ليرغم نفسه على احترام الحدود التي حدها الله بل يوقن دائما أنه سيحشر إليه سبحانه سواء كان في الحرم أو في غيره وما الذهاب إلى الحرم المكي والدخولُ في الإحرام إلا ترويض على التقوى التي لا يجوز أن تبرح مكانها من قلب المسلم فهي كاللباس لا ينزعه إلا لدخول الحمام أو الخلاء. ألم تسمع إلى قوله تعالى:

يَا بَنِي ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسَ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ يَا بَنِي ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ

فالشيطان يوسوس للإنسان قصد دفعه إلى العري والتعري وكشف العورات ولكن أيضا وقبل ذلك يدعوه للانسلاخ من هويته الإيمانية بالابتعاد عن التقوى وبالتالي يروم إبعاده نهائيا عن الجنة تماما كما فعل بأبيه. فنزعُ اللباس المذكور في آية الأعراف يروم المعنيين معا لا محالة. ولهذا وجب القول بأن أعظم مشروع ينبغي للمسلم خاصة وللإنسان عامة أن يضعه نصب عينيه هو حمل نفسه على تقوى الله استعدادا منه ليوم الرحيل والوفود على الجليل والفوز بما ليس بقليل مصداقا لقوله تبارك وتعالى في سورة النور:

وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ

اللَّهُمَّ تب علينا واغفر لنا وارحمنا واستر عيوبنا وكن لنا ولا تكن علينا. اللهم ثبتنا على دينك واجعلنا من أوليائك واهدنا سبل السلام. اللهم أعل رايتنا وراية المسلمين كافة وارحمنا وموتانا واشفنا ومرضانا. وانصر اللهم ولي أمرنا وكن لنا وله الولي والظهير والمعين والنصير والحمد لله العلي القدير.

<a href="http:// »>