Pourquoi subit-on des épreuves dans la vie?

سنة الابتلاء وفائدتها

الحمد لله رب العالمين، يا رب نحمدك فأنت أحق أن تُحمد، ويا رب نشكرك فأنت أولى أن تُشكر حمدا لك وشكرا على ما أنعمت به أصلا، نشهد أنك الله ذو الفضل العظيم والعطاء الجزيل والكرم المحيط لا إله إلا أنت ولا رب للكون سواك، قضيت في خلقك بسنة الابتلاء فقلت وقولك الحق لا حق غيره:

وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمدا عبدُه ورسولُه صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين، ذكر سنة الابتلاء فوجهنا إلى حسن استقبالها فقال صلى الله عليه وسلم:

عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ

أما بعد فإن سنةَ الابتلاءِ سنةٌ كونية جعلها الله تعالى أداةً لتمحيص المؤمنين بفرز الصادقين منهم ممن هم على حرف. والابتلاءُ يكون كما قدمنا في الآية السابقة والحديث آنف الذكر إما بالخير وإما بالشر. ومعالجته تستوجب عادة صبرا عند حدوث شر أو ضر. أما عند مجيء خير أو راحة فتستوجب إما شكرا كما في الحديث وإما صبرا وتحكما في النفس تماما كما عند حدوث الشر أو الضر ويحدثنا عنه النداء الثاني عشر من نداءات الإيمان في سورة المائدة:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ

فهذا النداء يشير إلى ما وقع للصحابة في عمرة الحديبية وكانوا محرِمين فابتلاهم الله تعالى بصيد كثير في متناولهم لا يحتاجون إلى جهد كبير للقبض عليه وكان لازما عليهم أن يصبروا فلا يأخذوا منه شيئا إثباتا لاحترامهم حالة الإحرام التي كانوا عليها. فكان ذلك امتحانا حقيقيا لم يفلح فيه إلا أولوا العزم من عباد الله الصالحين الذين يخشونه بالغيب أي حتى في خلواتهم حين لا يراهم أحد ولا يطلع عليهم غيره. وهذا هو ديدن المتقين الذين يقول الله تعالى في تعريفهم:

وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ

جعلني الله وإياكم منهم وغفر لي ولكم ولسائر المؤمنين والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه. إن الإنسان كلما عظمت تقواه إلا وأحس أكثر بمراقبة الله له فامتنع عن الحرام وتورع عن الخوض في الشبهات حتى ولو كان بعيدا عن أنظار الناس. وهذا هو فحوى الإحسان الذي هو أعلى الدرجات في التعلق بالخالق سبحانه والذي قال عنه الحبيب صلى الله عليه وسلم:

أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ

وما أحوجنا إلى هذا النوع من النهج الذي يفيد الإتقان في كل ما نقدم عليه من أعمال وأفعال وأقوال. إنه حين يزاول المرءُ مهماته بهذه الروح يصبح ضميره هو قائدَه فلا يحتاج إلى من يراقبه ولا ينتظر من يراجعه فهو يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى إبلاغ كل ما يأتيه من أمر إلى أتمه. فكن، إذا ابتلاك الله تعالى بخير، أولَّ المبادرين إلى شكره وذلك بالخوف من تجاوز الحدود في النهل من ذلك الفضل الذي حباك به. تصور لو تعامل كل واحد منا بهذا المنطق العظيم في العمل، في المعاملة، في العبادة الصرفة، في الرياضة، في الوظيفة، في التجارة، في وفي، أين كان سيكون محل الغش فينا؟ لا شك كان سيندثر تاركا وراءه مجالا عظيما للعيش في أمان واطمئنان! أين كان سيُدرأ التزوير والكذب والسرقة ثم كيف كان سيكون شعور المنتمين إلى مجتمع يسود فيه الصدق والخير والإتقان والرَّوْمُ الدائم إلى العلياء؟ لكن يا حسرتاه ليس الكل يفهم الأمر كما قدمناه! فعلى كل فرد أن يستعد لحمل مسؤوليته عن كل اعتداءٍ يقوم به لأن الله يختم نداءه قائلا:

فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ

والعذاب هنا يمكن أن يأخذ أي وجه من الوجوه ولا معجز لله في ذلك فهو الفاعل لما يشاء المهيمن على كل شيء الموصي بالصبر عند البلاء بقوله:

وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ

اللَّهُمَّ اكْفِنا بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَأَغْنِنا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، اللهم ثبتنا على دينك واجعلنا من أوليائك اللهم أعل رايتنا وراية المسلمين كافة وارحمنا وموتانا واشفنا ومرضانا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم وانصر اللهم ولي أمرنا وكن لنا وله الولي والظهير وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.