Résumé des appels célestes de la Table servie (première partie)

استحضار نداءات الإيمان من سورة المائدة: الجزء الأول

الحمد لله رب العالمين لك الحمد ربي حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى نحمدك على كل حال ونعوذ بك من حال أهل النار ونشهد ألا إله إلا الله، لا رب لنا سواه ولا معبود بحق إلا هو، بشر العاملين وفاعلي الخير من المؤمنين بأعظم بشرى وخير جزاء وأحسن عطاء فقال سبحانه وتعالى:

وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى

ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمدا عبدُ الله ورسولُه وصفيه وخليله ومجتباه من خلقه بين لنا أن الله تعالى يقدم دائما رحمته على غضبه فقال صلى الله عليه وسلم:

إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ، إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي فَهُوَ مَكْتُوبٌ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ

أما بعد فيليق بنا ونحن نكتشف تباعا نداءات الإيمان أن نقف بين الفينة والأخرى فنذكر بما مضى منها مستجلبين دروسها من جديد لما في ذلك من فائدة فالذكرى تنفع المؤمنين وتؤكد المعرفة. وإني ماضٍ بكم اليوم لاستحضار النداءات الخمس الأولى من سورة المائدة من بين التسع التي سبق أن درسناها على أن ننظر في الأربعة الباقية في الأسبوع المقبل بإذن الله تعالى. أما النداء الأول ففي خلق عظيم ألا وهو خلق الوفاء الذي هو صفة من صفات المتقين:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ

وهذا عبادَ الله من أقل نداءات الإيمان لفظا ولكنه ذو توجيه رباني عظيم لا حد لمعانيه ولا تستقصى، وحسبنا أن نقول إن أعظم خصلة يقف عليها إيمان المرء هي وفاؤه بجميع عهوده وعقوده وألا يخون منها شيئا أبدا تبعا لقوله صلى الله عليه وسلم:

يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا إِلَّا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ

لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ وَلَا دِينَ لِمَنْ لَا عَهْدَ لَهُ

أما النداء الثاني فدعوة صريحة إلى أجمع الأخلاق ألا وهو خلق التقوى ذاته:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَائِرَ اللَّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلائِدَ وَلا ءَامِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

فالتقوى فعل وترك، فعل لما أمر الله وترك لما نهى عنه والحمد لله رب العالمين.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبي الله وآله ومن والاه إن التزام التقوى بالمعنى الذي ذكرناه هو الكفيل الوحيد بإدخال صاحبه في رضى الله. يقول النبي صلى الله عليه وسلم:

اتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ وَصَلُّوا خَمْسَكُمْ وَصُومُوا شَهْرَكُمْ وَأَدُّوا زَكَاةَ أَمْوَالِكُمْ وَأَطِيعُوا ذَا أَمْرِكُمْ تَدْخُلُوا جَنَّةَ رَبِّكُمْ

أما النداء الثالث ففي الوضوء للصلاة والتيمم لها عند الضرورة وكذا في ذكر نعمة الله بشكرها وميثاقه باحترامه ثم في التزام التقوى مرة أخرى. يقول تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُواْ مَاءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ

ثم هناك نداء رابع وهو دعوة إلى خلق عظيم آخر لا يعدو أن يكون هو أيضا من مقومات التقوى التي هي رأس الأخلاق وسيدها ألا وهو سلك طريق العدل والإنصاف والابتعاد الكلي عن الظلم بكافة أنواعه. يقول الله في هذا النداء:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا الظُّلْمَ فَإِنَّهُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

إن على المسلم سلكَ طريق العدل والإنصاف مهما كانت ظروفه ولو كان عدله هذا يصب في غير مصلحته المادية الدنيوية. فلا مجال أبدا لتسرب الأطماع إلى نفسه خصوصا إذا كان ذلك سيؤدي إلى الإضرار بغيره، فلا تقديم لقريب ولا لمصلحة شخصية ولا لصداقة. فالعدل واجب حتى مع العدو بله مع المؤمن.
ثم نصل إلى النداء الخامس والأخير في هذه الخطبة وهو أيضا دعوة إلى التقوى وإلى ذكر نعمة الله والتوكل عليه في كل صغيرة وكبيرة. يقول تعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُومِنُونَ

فاللهم ثبتنا على الإيمان الحق ووفقنا للعمل بالطاعة واجعلنا يا ربنا من أوليائك واهدنا سبل الرشاد. اللهم أعل رايتنا وراية المسلمين وارحمنا وموتانا واشفنا ومرضانا وتب علينا جميعا يا ربنا وانصر اللهم ولي أمرنا والحمد لله.